اعلان

الجمعة، 27 يناير 2017

تطبيق لقانون الجهد المعكوس في حكمه من كتاب نهج البلاغه


على ضوء كلام الامام علي ع في نهج البلاغه عندما سئله احد الاعراب كيف غلبت الاقران يامير المؤمنين؟؟ فاجاب الامام ع (مالقيت احدا من الفرسان الا اعانني على نفسه) كلام الامام هنا في غاية الدقه والروعه وهو تطبيق كامل لقانون الجهد المعكوس لان ضربة الامام لعمرو بن ود العامري الذي كان اشجع فرسان الصحراء ومن ثم قتله زرعت في نفوس العرب وكل من سمع بالحادثه خوفا ورهبة من الامام علي ع لانهم اندهشوا كيف لغلام ان يهزم فارسا كبيرا وضخما مثل عمرو بن ود هذا الخوف انزرع في العقل الباطن(المخيله) لكل فارس يتقدم لمبارزة الامام علي عليه السلام بعد تلك الحادثه فهو يشعر في مخيلته ان الامام سوف يهزمه لانه هزم عمرو بن ود وهو اشجعهم هذا الشعور هو الذي يجعل الفارس يخسر المبارزه عندما يرى الامام مقبلا عليه حتى وان كانت الاراده الظاهريه للفارس اقوى من ارادة الامام لان العقل الباطن هو الذي سوف يسير الاراده الظاهره للفارس نحو الهزيمه لانه يشعر في مخيلته انه مهزوم امام الامام اي بعباره اخرى ان ( المخيله والاراده ليست متطابقتين) لان المخيله انزرع فيها الخوف والخوف هنا يسيطر على الاراده مهما كانت قويه بل هي بالعكس كلما زادت قوه زادت معها مخيلة الخوف يعني تصبح العلاقه طرديه بازدياد الخوف في المخيله


هذه الحكمه البليغه فيها معنيان المعنى الظاهر بسيط ومعروف ويمكن تفسيره وولكن المعنى الباطن فهو عميق ومن الصعوبه تفسيره ولكن هنالك اوليات او اسس بسيطه يمكن الاستدلال من خلالها على مكنون ذالك المعنى العميق من تلك الاسس التي يمكن الاستباط من خلالها فيزياء نظرية الكميه او النظريه الكوانتميه التي تتعامل مع الجسيمات الاوليه للماده والتي يكون عالمها الكمي مختلف تماما عن العالم المادي الظاهري وباعتبار تلك الجسيمات هي اللبنه الاوليه للماده فبالتالي يكون تصرفها هو الاساس الذي تبنى عليه كل الموجودات في الكون تؤمن تلك النظريات الحديثه في الفيزياء ان كل موجود او كل جسيم في الكون لايمكن ان يكون له اي وجود فعليا الا لحظة رصدنا اليه اي ان الوعي والحواس هي التي تحدد وجود الشيء لحظة رصده ويفهم من منطوق تلك المفاهيم التي تبدو غريبه بعض الشيء ان هذا الوجود ماهو الا وهم ادراكي اي ان الماده بحد ذاته وهم ولكن يدرك بواسطة الحواس وهذه الحواس هي التي تنقل الايعاز الى الدماغ ليفسرها على شكل اشياء ملموسه اي ان الوعي هو الذي يحدد ماهية الموجودات اي اننا في حياتنا ندرك اشياء ماديه ونتحسس بها من خلال اشارات كهربائيه وموجات تفسر في وعينا على انها مواد صلبه او غازيه او سائله --- الخ اما الحقيقه ماوراء الحواس فهي مغيبه عنا فبالتالي نكون نحن في حالة الوعي المذكوره نيام وفي حالة اللاوعي بعد الموت نحن اصحاء لنرى تلك الحقيقه -- هذه الحكمه البليغه قالها الامام علي ع قبل 1400 سنه
-نهج البلاغه- ح126ص744 وقال (عليه السلام): ( الدنيا دار ممر الى دار مستقر ) = التحليل= الاخوان الاعزاء ان مسألة التحليل هو ليس شرحا لحكم الكتاب لان هذا الموضوع من اختصاص الفقهاء فيه ويحتاج الى مجلدات كثيره لشرح كل مقوله وحكمه ولكن التحليل هنا هو مستوحى من رايي الخاص بالكتاب على ضوء ماقرأته من كتب علميه وفقهيه ==== الحقيق هان التمعن الدقيق بهذه الحكمه يعطي لنا رؤيا عميقه بالنسبه للحياة والخلق ذالك لان البعد المادي المحدود الذي نعيش فيه في هذه الحياة قياسا بالابعاد والعوالم الاخرى هو نقطه في بحر ويكاد ان لايكون شيئا ان الجسم البشري يعيش فتره لاتساوي شيئا بالنسبه لقياسات الكون ولكن هذه الفتره القصيره والتي هي عباره عن ممر للعوالم الاخرى والابعاد الاخرى كما شبهها الامام جعلها الله سبحانه اختبار للانسان وهذا الاختبار اما ينجح فيه الانسان او يفشل وباعتبارنا اجسام ماديه تشغل حيزا في هذا الكون (الكون المرأي) تكون طريقة تفكيرنا محدوده بهذا الاطار الفكري المادي ونتصور كل الامور تدور ضمن نطاق هذا الاطار ولكن عند كسر هذا الاطار سوف تنكشف لنا امور لايمكن ان يتخيلها هذا العقل المحدود لذالك ركزت التعاليم السماويه على موضوع مهم جدا وهو التهذيب الروحي والاخلاقي للنفس البشريه في محاوله لكسر الاطار المادي الذي يعيش فيه الانسان لتتجلى امامه الرؤيه الحقيقيه للامور لان الدار دار ممر وليس مستقر وان الامتحان يتعلق بالعقل وطريقة التفكير واذا حسبت المعادله صحيح ينول معها الانسان النعيم الابدي جسما وروحا
 
هنالك امر هام وفريد وغريب قد يخطر على البال
بعد قراءات وبحوث حول موضوع ماهية الوعي والافكار يمكنني ان اقول وحسب رايي بهذا الموضوع ان عملية الوعي هي شخصيه ومتعلقه بالفرد نفسه دون الاخرين اي ان مااشعر به الان من خلال الوعي هو انني واعي لهذا الوجود المادي ويتجسد لي انا فرديا وهذه الاحداث التي مرت بي منذ احساسي بوعيي والتي بضمنها هذه الكلمات التي اكنبها الان واشاهدها كل هذه الامور هي سحابة معلومات وافكار ووعي فردي بحيث من خلالها استنتج بانني قد اكون انا وحدي في هذا العالم وبقية الموجودات وكذالك الاشخاص هم مجرد وهم ادركه انا من خلال وعيي وهذه الانا هو ليس انا وانما انا مجرد وسيله او واسطه لروح عظمى هي التي تجعلني ان افكر هكذا واكتب هكذا وافكاري كلها من ذالك المنبع  الصافي وهذا لانه – بسم الله الرحمن الرحيم – قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد – فالله هو الواحد الاحد وهو الاول والاخر وهو الباقي بعد فناء الاشياء – سبحان الله لانملك الا ان نقول لك ربنا ارمنا برحمتك الواسعه وتب علينا ان كنا قد اخطئنا بحقك وحق انفسنا فانك علام الغيوب ونحن لانملك من العلم الا ماعلمتنا انت به ---
جميع الحقوق محفوظة © بحوث ومفاهيم جديدة تحت ظلال نهج البلاغة
صمم بكل من طرف : أبوهلال بدر