اعلان

الخميس، 2 مارس 2017



- طبعا فكرة انشتاين تتمحور حول موضوع عميق وعلى قدر عالي من الاهميه العلميه اضافه الى ابعاده الفلسفيه والاجتماعيه ........الفكره هي عندما تغييرطريقة نظرك للاشياء فان الاشياء التي تنظر اليها تتغير اي بعباره اخرى ادق هو عندما ترى العالم فيما حولك عدائي والناس يبغضون بعضهم البعض فهذا بالضبط ماستبتدعه لنفسك في حياتك والعكس بالعكس .. طبعا هذه العبارات الدقيقه والعلميه لها اثرها العميق في الساحه العلميه لانها تصدر من ارقى عقل علمي على الرغم من معانيها تميل الى مفاهيم نظرية الكم والتي كان انشتاين على خلاف معها ولكنه بنفس الوقت اعطى للفكره او النيه مساحه واسعه في التاثير اي انه يتحدث بمفاهيم الكم بالرغم من مخالفته لقواعدها الاوليه فالفكره او النيه حسب تلك المفاهيم هي عباره عن تردد موجي واذا اخذت الفكره تردد موجي فهي اصبحت بذالك طاقه والطاقه ممكن ان تتحول الى ماده طبقا للمفهوم الثنائي للجسيم وبالتالي تكون افكارنا لها اثر في عالمنا المادي ومستقبلنا .. الله عز وجل قال ا﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا *َأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ي ان الاساس هو في داخلك انت بالذات فالخير والشر هي افكار ونوايا وهي في داخلك انت وليس في خارجك فانت من يجعل حياتك كلها خيرا وسعاده وانت ايضا من يجعلها بؤسا وشقاء حسب توظيف فكرتك او نيتك نحو الجانب الايجابي او السلبي وبالتالي فانك انت نفسك من يؤثر في العالم حولك او المحيط من حولك ويجعله ودودا وطيبا  وانت ايضا من يجعله عدائيا وسيئا

الجمعة، 24 فبراير 2017



ذات مساء قال عالم الفيزياء الشهير آينشتاين وهو يشر إلى القمر لإبراهام بايس وهما خارجان من معهد الدراسات المتقدمة في برينستون :( “Do you really believe the moon is not there when you are not looking at it?”)  ( هل تؤمن حقاً أن القمر ليس موجوداً عندما لا تنظر إليه ؟؟!!.)

لم يكن آينشتاين يداعب زميله ولا يمازحه ، بل يناقشه - وهو غير مصدق - حول نتائج تطبيق مفاهيم فيزياء ميكانيكا الكم على الأجرام الكبيرة بعد أن ثبت صحتها على الجسيمات المتناهية في الصغر ، وهو يوضح عمق تفسير هذه الظاهرة المحيرة التي تقول أن الأشياء المادية المتواجدة حولنا تبدأ في هذا "التواجد" في لحظة رصدنا و نظرنا إليها و ليس قبل ذلك.
هل كل ما نراه حقيقي ؟
هل كل ما نعتقده حقيقي ؟
هل كل ما نحسه ونشعر به حقيقي ؟
ماهي الحقيقة ؟
يبدو الجواب أصعب مما نعتقد ، فمفهوم الحقيقة قد شغل الباحثين والمفكرين والفلاسفة في الشرق والغرب عبر التاريخ نظرا لقيمتها الأخلاقية والاجتماعية والدينية وحتى التطور العلمي والتقني . وساعد التطور التكنولوجي والأبحاث العلمية في زيادة صعوبة الإجابة وغموضها ، وهو ما يفتح شهية المهتمين بهذه المواضيع ويزيدهم إثارة.
ولو بأخذ جولة سريعة حول تفسير مفهوم الحقيقة سنجد من يصف الحقيقة بأنها الوجود القابل للإدراك الحسي والمباشر وهو ما يسمى ( الواقع ) وهو مذهب التجريبيين لكن هذا التعريف أقصى كل ما لا يدرك حسياً وصنفه ضمن نطاق  غير الحقيقي والكاذب وهذا غير صحيح كما هو معروف ومسلم به الآن.
وهناك من قرن مفهوم الحقيقة بالإدراك العقلي و يقصدر بالادراك الطريقة التي يرى بها الفرد العالم المحيط به، ويتم ذلك عن طريق استقبال المعلومات من أعضاء الحس إلى الدماغ وتنظيمها وتفسيرها، وتكوين المفاهيم والمعاني الخاصة، بمعنى أننا نرى حقيقة الأشياء كما ندركها في أدمغتنا لا كما هي في الواقع ، فأنا أحكم وأفسر تصرفات  مديري في العمل أو سياسته أو معتقده بخلاف تفسير وحكم زميلي ، وكل يحكم لا على واقع الشخص بل من خلال إدارك كل منا حسب المعاني والمفاهيم التي تشكلت بداخل أدمغتنا من خلال الخبرات والمواقف التي تجمعت عبر الزمن ، وعلى ذلك فكل منا  حقيقته المستقلة ونظرته الشخصية.
هذا التفسير لا يبتعد كثيراً عن التفسير الأول فهو يهتم بالإدراك الحسي لكنه يضعه ضمن مرحلة من مراحل الإدراك للواقع وتشكل الحقيقة ( الإحساس ثم الانتباه ثم التفسير والإدراك ) كما أن الإدراك قابل للخداع والتوهم ، فسماع صوت حفيف الأعشاب قد يفسره الإدراك أنه حيوان مفترس لكن الواقع هو أن سبب هذا الصوت هو الرياح، هذا أيضاً يجعلنا نطرح سؤالاً لمن يؤيد هذا التفسير : أي الحقائق أصح ؟ الحقيقة التي تشكلت بداخل دماغي أم دماغ زميلي ؟ وماهي المعايير النهائية لهذا الحكم التي لا تقبل الدحض ؟.
هناك تفسير آخر ظهر مع النظرية النسبية لعالم الفيزياء الشهير إنشتاين وهو أن الحقيقة نسبية ومحتملة وتخضع لإدراك المراقب أو الراصد للمادة ، فالتقدير يختلف بين من يرصد تلك المادة وهو متحرك معها أو غير متحرك معها. ومن ثم لن يتفق راصدين مختلفي الحركة على أي واقع تقريري واحد مطلق لذات المادة من كتلة أو طول أو عمر، وهي مشكلة عويصة لم يجد لها النسبويون (المتخصصون) مخرجا حتى وقتنا هذا. ..
التفسير الأخر للحقيقة شديد الغرابة ، فالواقع المادي من حولنا لا يوجد ولا يتشكل إلا من خلال إدراكنا له فقط ولا وجود فعلي له قبل أن نرصده !!! وهذا ما وصلت إليه نظرية ميكانيكا الكم أو نظرية الكوانتم .
هذا نقيض  للنظريات الكلاسيكية للمادة التي بدأها نيوتن وطورها العلماء بعده وتؤمن بأن  لكل جسيم سرعة محددة و مكان محدد طوال الوقت ما تسبب في ظهور الصورة الشهيرة التي تبناها نيوتن بأن الكون اشبه بساعة معقدة التركيب تتحرك بإنتظام تام ٬ وانتشر بذاك العصر ظن  بأننا إن علمنا مكان و سرعة كل الجسيمات بالكون ٬ فسيمكننا التنبؤ بكل مستقبله ٬ و معرفة كل ماضيه ٬ و هو ما يسمى إختصاراً بالحتمية ٬ أي أن كل شيء يسير وفق نماذج رياضية دقيقة لا مجال بها للحرية سواء كانت حرية إرادة بشرية ٬ أو حرية كونية، وكانت أقرب ما كان يمكن أن نتصوره عن الحقيقية بجعلها نموذجاً رياضياً قابلاً للقياس والتنبؤ .
لكن مع بدايات القرن الماضي بدأت نظرية الكم بالتشكل ٬ و مع تشكلها بدى واضحاً عجز الحتمية الكلاسيكية عن تفسير سلوك الجسيمات التي تتكون منها أجسادنا و كل شيء آخر بالكون ، فما درسناه في المدارس أن الجسمات تحت الذرية كالالكترونات تدور في مسارات دائرية أو بيضاوية حول نواة الذرة مثلما تدور الكواكب حول الشمس هو وصف غير صحيح لسوك هذه الجسيمات خصوصاً مع ظهور مبدأ ( عدم اليقين ) الذي يشير بوضوح إلى أننا لا نستطيع أن نجزم معرفة كلًا من موقع الجسيم و سرعته بدقة كبيرة بذات الوقت، فكلما حددنا موقع الجسيم بشكل أكبر ازداد جهلنا بمعرفتنا سرعته ، و العكس صحيح كلما حددنا سرعته لم نستطع توقع مكانه ، وهذا سلوك مخالف لجميع قوانين الفيزياء الكلاسيكية المعروفة .
ولتفسير هذه الظاهر قدم مجموعة من علماء ميكانيكا الكم تفسيرات سميت بتفسير كوبنهاجن كان مما جاء فيها  أن للجسيمات - كالالكترونات مثلاً - طبيعة موجية نسميها موجة إحتمالية ٬ و هذا لأنها تشير للأماكن التي يحتمل أن يتواجد الجسيم بها و يشير هذا التفسير لأمر أعمق ٬ و هو أن الجسيم غير موجود بمكان واحد ٬ بل بعدة أماكن بذات الوقت، وهناك ما يجبره على تغيير حالته هذه واختيار الظهور في مكان ما ضمن النقاط المحتملة لظهوره  بمجرد رصده ، أي أنه يختار موضعه تماما في النقطة التي يكون فيها الراصد موجوداً !!!
فعند محاولة رصد مكان وسرعة جسيم في الذرة ،  لا نقول بأن الجسيم يملك مكان محددا لكننا لا نعرفه فقط ٬ بل بالأصح أن نقول أن الجسيم لا يمتلك مكان محدد إلا حين نقيسه! وبمعني آخر أن جسيمات العالم المادي لا تصبح حقيقية وتشكل الواقع الذي نعرفه إلا بسبب وجود راصد مدرك لها ، وعدا ذلك فالجسيمات تبقى في حالة احتمالية موجودة في كل مكان تنتظر راصدا لها لتظهر أمامه .
هذا الكلام أشبه بالألغاز !!  ويعكس ( حقيقة ) واقع الكون في عمقه و إختلافه عن حياتنا اليومية ٬ فما يعنيه هذا التفسير أننا حين نقيس الجسيم لا نقوم بقياس أمر موضوعي موجود بالأساس في العالم الحقيقي ٬ بل أن فعل القياس ذاته هو الذي يقوم بصنع الواقع الذي يرصده ٬ أن ما نقيسه لا يصبح موجود حقاً إلا حين نقيسه فقط!
وهذا ما جعل إنشتاين يشكك في هذا المبدأ ويقول جملته الشهيرة التي ذكرتها في أول المقال ( هل تؤمن حقاً أن القمر ليس موجوداً عندما لا تنظر إليه ؟؟!!.)  .ومع ذلك ورغم شكوك إنشتاين فكل التجارب العلمية التي أجريت أثبتت صحة هذه النظرية رغم غرابتها .
مؤخراً ظهر تفسير آخر للواقع المادي الذي نعيشه وينعكس على كل مظاهر إدراكنا حتى عملياتنا الدماغية وسلوك أجاسمنا وأفكارنا ، وهو التفسير الذي أطلق عليه ( نظرية الأوتار الفائقة ) .
فعالمنا حسب هذه النظرية يتكون من 10 أبعاد، وبعضها على شكل كرات ملتفة عند المستوى الميكروسكوبي، بالإضافة إلى وجود بعض الأبعاد الكبيرة التي نعتبرها ''حقيقة". وهو عالم (حسب النظرية النسبية) يكون الفرق فيه بين الزمان والمكان مجرد زيف ووهم؛ وفي الحقيقة، هو عالم يكون مفهوم الزمان والمكان فيه على حافة التلاشي. وكما قال براين غرين، أستاذ في جامعة كولومبيا ومؤلف حول هذا الموضوع ''إذا كانت نظرية الأوتار حقيقة، سيكون لنسيج كوننا خصائص ستُبهر حتى اينشتاين نفسه''.
في نظرية الأوتار، لا وجود لأية جسيمات أولية (كالإلكترون والكوارك...)، بل كل ما هو موجود عبارة عن قطع من أوتار مهتزة، ويتوافق كل وضع اهتزاز مع جسيم معين ويحدد هذا الاهتزاز شحنة الجسيم وكتلته. في فهمنا الحالي للنظرية، لكننا لا زلنا عاجزين عن تهديد ماهيتها تلك الأوتار ليست مصنوعة من أي شيء: إنها المكون الأساسي للمادة   .وكفى !!.
أي أن المادة ليست كما تبدو ، فهي عبارة عن قطع تشبه أوتار الجيتار التي تهتز بشدة لتعزف لنا مقطوعة موسيقية نسميها الواقع .
وقدمت هذه النظرية تفسيرات رائعة لمجموعة من الظواهر الكونية جعلتها في مصاف ومقدمة التفسيرات المقبولة للواقع الذي نعيشه .
لكن هل هي النظرية الأخيرة لوصف الواقع وبالتالي معرفة الحقيقة الكاملة ؟
وفي الختام سأذكر حادثة لكميل ابن زياد عندما تبادر إلى ذهنه السؤال عن مفهوم الحقيقة ، فوجد أمامه صاحبه باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله فذهب ليسأله ، أنا شخصياً أتعجب لرد فعل الإمام علي عليه السلام لما سأله عنها كميل ، فصاحب الجملة الشهيرة ( سلوني قبل أن تفقدوني ) لم يجب عن السؤال إلا بعد إلحاح  وبجمل غامضة أشبه بالشفرة لم يفهمها كميل وكلما استوضح كميل أكثر ازدادت الإجابة غموضا وتشفيراً أكثر :
سأل كميل ابن زياد أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه .
كميل: ما الحقيقة؟
الإمام علي (ع): ما لك والحقيقة؟
كميل: أولست صاحب سرك؟
الإمام علي (ع): بلى، ولكن اخاف ان يطفح عليك ما يرشح مني.
كميل: أو مثلك يخيب سائلاً؟
الإمام علي (ع): الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة.
كميل: زدني بياناً.
الإمام علي (ع): محو الموهوم، مع صحو المعلوم.
كميل: زدني بياناً.
الإمام علي (ع): هتك الستر، في غلبة السر.
كميل: زدني بياناً.
الإمام علي (ع): جذب الأحدية، لصفة التوحيد.
كميل: زدني بياناً.
الإمام علي (ع): نور يشرق من صبح الأزل، فيلوح على هياكل التوحيد آثاره.
كميل: زدني بياناً.
الإمام علي (ع): أطفئ السراج، فقد طلع الصبح.
قرأت عدة تفاسير لهذه الحادثة وكل يدعي امتلاك الحقيقة في التفسير . وعوداً  لذي بدء : ما هي الحقيقة ؟


جميع الحقوق محفوظة © بحوث ومفاهيم جديدة تحت ظلال نهج البلاغة
صمم بكل من طرف : أبوهلال بدر